اتخذت فكرة التطور وسيلة للقضاء على الأديان والأخلاق باعتبار أن كل شيء بدا ناقصا يثير السخرية والاحتقار، ثم تطور، وبدا كأنما أخرجت النظرية لخدمة رجال الاستعمار والسياسة أكثر مما أخرجت لعلماء الأحياء، فقد تركت آثار الصراع من أجل البقاء في أوساط السياسة والحرب، وكان لمبدأ بقاء الأصلح أثره في مخططات الاستعمار وإبادة الأجناس المغلوبة على أمرها، وظهرت من خلال نظرية التمييز العنصري والاستعلاء باللون، وفكرة الشعوب المختارة، وبها انتفع دعاة الأرستقراطية فوجدوا فيها سلاحهم، فأعلنوا أنفسهم بأنهم الممتازون والمختارون الذين ورثوا مزايا الأمة سادة البشر ومالكوا العروش وصانعوا التاريخ، وتلقفها معلنو الحرب على الأديان فأخذوا يحاربون بها الأديان، فإن اتجه الترويج لها في مجتمعات الأديان الوضعية أو المحرفة ، فما يثير اهتمام هذه الدراسة جنوح بعض أبناء المسلمين إلى دعوى الموائمة بين الإسلام والنظرية، لاسيما بعد ظهور آثارها الاجتماعية المدمرة على الإنسان ، وبعد ما خضعت المجتمعات المسلمة بذرائع هذه النظرية تحت وطأة ذل الاستعمار لعقود...
الطبعة الأولى
سنة الإصدار: 2016