إن دواعي دراسة انتفاضة القدس لا تكمن فقط في حقيقة أنها حدث نضالي مهم يحمل طاقة كامنة للتأثير بشكل جذري على الصراع مع الاحتلال؛ بل أيضا لأن مسار هذه الانتفاضة يمكن أن يملي تحولات كبيرة على التوجهات الأيدلوجية والسياسية والتركيبة الشخصية للنخبة التي تقود الشعب الفلسطيني حاليا.
إلى جانب حقيقة أن هذه الانتفاضة تحمل سمات غير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني؛ مما يستدعي محاولة سرد أغوارها من كل الجوانب للتعرف على مواطن القوة فيها.
لا تخفي المؤسسات البحثية الأمريكية عدم رضاها عن المسلمين في أفكارهم وعقائدهم المستمدة من الوحيين، بل ولا تخفي ضجرها مما بين أيدي المسلمين من وحي السماء المحفوظ، كما لا تخفي – أيضا- سعيها الحثيث في تغيير هذا الوضع ما استطاعت إلى ذلك سبيلا..
كما أن نوياها معلنة أن هذا التغيير لا يمكن له أن يكون إلا بتمكين فئة من الناس في مواطن التأثير والقرار في مجتمعات المسلمين..
لذا فهذا الكتاب يفتح آفاق من الوعي لمظاهر هذا التمكين الخفي القسري في بلاد الإسلام..