تمثل قضية الوجود الإلهي أبرز دليل على استطالة هذا الإنسان وتجلده على ربه ، فمع ان وجود الله تعالى معنًى مركز في الفِطَر، ينبت ُ به فؤاد الإنسان ويحيا به وجدانُه ، إلا أن إسراف العقل يجمح بصاحبه بعيدًا إلى ما فيه ضلاله وشقاؤه .
قد يكون من الجحود المعرفي أن يُوضع ملف الوجود الإلهي على منصة البحث والنظر ، إذ إن المعرفة بطبعها نازلة تستلهم صدقيتها وبرهانها من الله تعالى ، فكيف يكون سبحانه محل بحث ونظر؟؟
لكن المطالع َ لفضائيات الجدل الديني ، ولاسيما في هذا العصر ، يجد احترابًا واسعًا بين المؤمنين والملاحدة ، إلى الحدِ الذي انتقلت فيه المعرفة الفطرية من كونها منطلقا لتثبيت الحقائق لتكون هي بذاتها محللا للبرهنة ، فصارت الفطرة مستدلا عليها بعد أن كانت مستدلا بها .
الطبعة الأولى
سنة الإصدار: 2016